رسوم ترمب الجمركية تهدد أوروبا- رد أوروبي موحد وحازم

المؤلف: «عكاظ» (أمستردام)08.23.2025
رسوم ترمب الجمركية تهدد أوروبا- رد أوروبي موحد وحازم

تحدث رئيس الوزراء الهولندي، السيد ديك شوف، معربًا عن قلقه العميق إزاء إعلان الولايات المتحدة عن نيتها فرض رسوم جمركية باهظة بنسبة 30% على مختلف سلع الاتحاد الأوروبي، ابتداءً من الأول من شهر أغسطس القادم، مؤكدًا أن هذه الخطوة ليست الطريق الأمثل للمضي قدمًا نحو تعزيز العلاقات التجارية.

وفي تغريدة له عبر منصة "إكس"، صرح شوف قائلاً: "يمكن للمفوضية الأوروبية الاعتماد كليًا على دعمنا المطلق، وبصفتنا أعضاء في الاتحاد الأوروبي، يجب أن نظل متحدين وراسخين في مساعينا الحثيثة لتحقيق نتيجة مثمرة مع الولايات المتحدة، تعود بالنفع على كلا الطرفين."

هذا وقد أفصحت المفوضية الأوروبية عن استعدادها التام للوصول إلى حل توافقي بشأن قضية الرسوم الأمريكية المثيرة للجدل، وذلك قبل حلول الأول من شهر أغسطس.

وفي سياق متصل، أوضح ثلاثة مسؤولين بارزين من الاتحاد الأوروبي أن فرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، لتلك الرسوم الجمركية البالغة 30% على البضائع القادمة من الاتحاد الأوروبي، ليس إلا تكتيكًا تفاوضيًا يهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية.

وكان الرئيس ترمب قد أقدم على فرض هذه الرسوم على اثنين من أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، وهما المكسيك والاتحاد الأوروبي، وذلك في خطابات رسمية نشرها عبر حسابه الشخصي على موقع "تروث سوشيال".

وفي خطابه الموجه إلى الرئيسة المكسيكية، كلوديا شينباوم، أقر ترمب بأن المكسيك أبدت تعاونًا ملحوظًا في جهود الحد من تدفق مخدر الفنتانيل الخطير، بالإضافة إلى تقليل أعداد المهاجرين الذين لا يحملون وثائق رسمية إلى داخل الأراضي الأمريكية.

ومع ذلك، استدرك ترمب مشيرًا إلى أن المكسيك لم تبذل ما يكفي من الجهود لمنع تحول منطقة أمريكا الشمالية برمتها إلى "ساحة خلفية لتهريب المخدرات بأنواعها". وفي خطابه الذي وجهه إلى الاتحاد الأوروبي، صرح ترمب بأن "العجز التجاري الأمريكي المتزايد يمثل تهديدًا حقيقيًا للأمن القومي للولايات المتحدة."

كما أضاف في خطابه: "لقد ناقشنا مطولًا علاقتنا التجارية المعقدة مع الاتحاد الأوروبي على مدار سنوات عديدة، وخلصنا في نهاية المطاف إلى أنه لا بد لنا من الابتعاد الفوري عن مواطن العجز التجاري الكبيرة والمستمرة التي تفرضها سياساتكم الجمركية وغير الجمركية والحواجز التجارية المتنوعة، والتي تعرض اقتصادنا للخطر الشديد. ومن المؤسف أن علاقتنا التجارية كانت دائمًا بعيدة كل البعد عن مبدأ المعاملة بالمثل العادلة."

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس ترمب، منذ توليه منصبه في العشرين من شهر يناير الماضي، قد اتخذ سلسلة من القرارات المفاجئة المتعلقة بالرسوم الجمركية، والتي أثارت صدمة واسعة النطاق في الأسواق المالية العالمية، وأدت إلى موجة عارمة من الضبابية وعدم اليقين في الاقتصاد العالمي برمته.

ففي الأول من شهر فبراير الماضي، فرض ترمب رسومًا جمركية كبيرة بنسبة 25% على الواردات القادمة من المكسيك، ومعظم الواردات الكندية، بالإضافة إلى فرض رسوم بنسبة 10% على السلع المستوردة من الصين، مطالبًا إياها ببذل المزيد من الجهود لوقف تدفق مادة الفنتانيل الأفيونية الصناعية، ومكافحة الهجرة غير المشروعة إلى الولايات المتحدة بكل الوسائل الممكنة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة